الدرس 2 المجال المغربي الموارد الطبيعية والبشرية اولى باكالوريا
الاهداف المعرفية للدرس :
- تشخيص وضعية الموارد الطبيعية بالمغرب.
- أساليب تدبير الموارد الطبيعية بالمجال المغربي.
- وضعية الموارد البشرية بالمجال المغربي.
- أساليب تنمية الموارد البشرية بالمجال المغربي.
مقدمة درس المجال المغربي الموارد الطبيعية والبشرية
المغرب يتميز بموارد بشرية وطبيعية غنية ومتنوعة، لكن تعاني الموارد البشرية من التهميش والبطالة، وتشكو الموارد الطبيعية من الهشاشة والضغط المتزايد. حيث ان توزيع هذه الموارد غير منتظم عبر التراب الوطني، مما يؤدي إلى تباينات واضحة في مستوى التنمية بين الجهات والأقاليم. فما وضعية الموارد الطبيعية بالمغرب؟ وما هي أساليب تدبيرها وحمايتها؟
أولا : وضعية وخصائص الموارد الطبيعية المغربية وأساليب تدبيرها :
وضعية الموارد وتوزيعها المجالي:
التربة: قليلة الانتشار وذات سمك ضعيف (12.8% فقط صالحة للزراعة). تعاني من الانجراف وارتفاع درجة الملوحة، مما ينجم عنه تقلص في المجال الزراعي. تعرضها للتصحر، خاصة في مناطق الجنوب، نتيجة زحف الرمال وقلة التساقطات المطرية وعدم انتظامها. يتوزع بشكل غير متكافئ حيث تتركز التربة الصالحة للزراعة بالنصف الشمالي الغربي.
الماء: يشهد تقلص نصيب الفرد من الماء سنويًا (500 متر مكعب). تستهلك المنطقة الأطلنتية %73 من الموارد المائية. يعاني من التناقص المستمر ومشاكل التلوث وارتفاع درجة الملوحة. قد يؤدي ذلك إلى خصاص مائي كبير في المستقبل. يوزع بشكل مختلف بين المحيط الأطلنتي والبحر الأبيض المتوسط.
الغابة: تشكل 12% من المجال المغربي وتواجه مخاطر التراجع بمعدل 31 ألف هكتار سنوياً بسبب الحرائق وزحف التعمير والاجتثاث والرعي الجائر. تتوزع بشكل مختلف حيث يتركز بالمرتفعات الجبلية (الريف والأطلسين المتوسط والكبير).
الثروة البحرية: تتميز بتنوع أصناف الأسماك، ولكن تتعرض للتراجع وخطر انقراض بعض الأنواع. توزع بين المحيط الأطلنتي والبحر الأبيض المتوسط.
المعادن والطاقة: يوجد معادن متنوعة، ولكن الإنتاج يعرف تراجعاً في بعض المجالات مثل الحديد والرصاص. يواجه القطاع المعدني مشاكل مثل الندرة والمنافسة والتكاليف الباهظة. تتوزع بشكل مختلف حيث يتركز بالنصف الشمالي.
أساليب تدبيرها
التربة: مكافحة ظاهرة التصحر وإيقاف زحف الرمال بإقامة مدرجات وتشجير المناطق المنحدرة والجبلية. حماية الأراضي الزراعية من الزحف العمراني.
الماء: تجديد التنقيب عن مصادر المياه واستغلال مياه الري الزراعي والماء الشروب. معالجة المياه المستعملة وتشجيع الطاقات المتجددة.
الغابة: إنشاء محميات غابوية وتشجير مناطق أخرى. تطبيق قوانين زجرية لحماية الغابات والنباتات.
الثروة البحرية: ترشيد استغلال الثروة السمكية وتطبيق فترات راحة بيولوجية. وضع مخططات استراتيجية لحماية الثروة البحرية.
المعادن والطاقة: تجديد التنقيب عن مناجم جديدة للمعادن وتفعيل استغلال الطاقات المتجددة. إصدار قوانين لحماية الموارد المعدنية وتطبيق برامج لحفظها.
تتميز الموارد البشرية بالمغرب بخصائص ديمغرافية عدة
- النمو الديمغرافي: يشهد المغرب نموًا ديمغرافيًا سريعًا في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث ارتفع عدد السكان إلى 33.8 مليون نسمة في عام 2014. يتميز هذا النمو بارتفاع مستمر وافضلية للسكان الحضريين الذين يشكلون نسبة 60.3٪ من السكان في عام 2014.
- البنية العمرية: تتسم البنية العمرية بسيطو الفئة النشيطة التي تشكل 62.4٪ من السكان في عام 2014، وهذا يعرض التحديات على مستوى التعليم والعمل والصحة.
- الكثافة السكانية: توجد اختلافات في كثافة السكان بين المناطق، حيث تسجل أعلى معدلات في المناطق الشمالية نتيجة تداخل العوامل الاقتصادية والطبيعية والتاريخية.
مستوى التنمية البشرية
البطالة: يشهد المغرب ارتفاعًا في معدل البطالة بنسبة 15.7٪، وتتجاوز نسبة البطالة بين النساء 28.3٪ في عام 2014، ويعاني الشباب الحاصل على الشهادات العليا أيضًا من معدلات عالية للبطالة.
الأمية: رغم التحسن الواضح في معدلات الأمية، إلا أنها لا تزال مرتفعة، وتصل نسبة الأمية بين النساء إلى 41.9٪ في عام 2014.
الصحة: يشكو القطاع الصحي من نقص في الموارد البشرية وضعف المؤسسات الاستشفائية، مما يؤثر على معدلات الرعاية الطبية.
السكن: يعاني القطاع السكني من مشاكل متعددة، مع وجود العديد من السكان الذين يعيشون في ظروف سكن غير لائقة، وخاصة الصفيحة، وهذه المشكلة تركز بشكل خاص في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء.
المغرب يستشعر تحسنًا في مستوى التنمية البشرية بفضل تحسن دخل الفرد وتزايد أمل الحياة وتقليل معدلات الأمية، ولكنه ما زال يواجه تحديات في مجالات البطالة والصحة والسكن. تتفاوت هذه المؤشرات بين المناطق الجغرافية، حيث تظهر بعض الجهات تحسنًا أكبر في مستوى التنمية البشرية مقارنة بالأخرى.
يتخذ المغرب تدابير ومشاريع عدة لتحسين مستوى موارده البشرية
يمكن لمس الجهود التي يبذلها المغرب في سبيل تحسين مستوى التنمية البشرية من خلال عدة مشاريع تهدف إلى تنمية الموارد البشرية وتحسين ظروف الحياة للسكان. بعض هذه المشاريع تشمل:
1. المشروع النموذجي لمحاربة الفقر بالوسط الحضري: يهدف هذا المشروع إلى مكافحة الفقر في المدن من خلال شراكة بين جميع الأطراف المعنية في الدار البيضاء ومراكش وطنجة.
2. استراتيجية 2020 للتنمية القروية: تهدف هذه الاستراتيجية إلى دعم البنية التحتية والخدمات الأساسية في المناطق الريفية، وتنويع الأنشطة الاقتصادية، وحماية البيئة.
3. برنامج التنمية البشرية المستدامة ومكافحة الفقر: يستهدف هذا البرنامج المناطق مثل الحوز وشيشاوة والصويرة وشفشاون لتحسين مستوى التنمية البشرية ومكافحة الفقر.
4. تطوير مجال التعليم والصحة: يتمثل في جهود مستمرة لتحسين مجال التعليم والصحة للمواطنين من خلال إنشاء مدارس ومستشفيات وتوفير الخدمات الصحية الأساسية.
5. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: تهدف إلى معالجة الإشكاليات الاجتماعية وتطوير الموارد البشرية وتعزيز التنافسية الاقتصادية. وتركز على التصدي للعجز الاجتماعي في الأحياء الفقيرة والقرى المهمشة وتلبية احتياجات الأفراد في وضعية صعبة وتعزيز فرص العمل وزيادة الدخل.
خاتمة درس المجال المغربي الموارد الطبيعية والبشرية
تتنوع موارد المغرب الطبيعية والبشرية بشكل هائل، لكن يواجهها تحديات ومشاكل تنجم عن سوء التدبير. ولذا، يتعين علينا بالضرورة أن نعمل على ترشيدها وإدارتها بشكل فعال لضمان تحقيق تنمية مستدامة واستدامة هذه الموارد للأجيال القادمة.
0 تعليقات