تحضير درس الإيمان بالغيب الاولى باكالوريا التربية الإسلامية
مقدمة اشكالية
في حياتنا اليومية نصدق بأشياء لم نرها مباشرة: نثق في أخبار علمية لم نشاهدها، ونعتمد على وسائل لم ندرك حقيقتها بالكامل. فإذا كنا نؤمن بهذه الأمور معتمدين على خبر الثقات، فكيف يكون حالنا مع ما أخبر به الله تعالى ورسوله ﷺ؟ أليس الأولى أن نؤمن به بلا تردد؟ هنا يطرح الدرس أسئلته: ما هو الغيب؟ وما المقصود بالإيمان به؟ وما أثره في حياة المسلم؟
- حقيقة الايمان وشروطه
- مفهوم الغيب ودلالة الايمان به
- أثر الايمان بالغيب في التصور والسلوك
- أدرك العلاقة بين الإيمان والغيب.
اوظف سورة يوسف في الدرس
- قال الله تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) سورة يوسف الاية 3
- قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام (إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون) (سورة يوسف الآية 37)
- قال الله تعالى (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون) (سورة يوسف الآية 102).
مضامين النصوص الأساسية
- وحي الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بأحسن القصص كان من مصادر الغيب التي اخفاها عن الخلق.
- استحضار دعوة يوسف للسجناء بان يؤمنوا بالله واليوم الاخر.
- قصة يوسف عليه السلام من اخبار الغيب التي اوحاها الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
تعريف الايمان والغيب والعلاقة بينهما
تعريف الايمان: لغة هو التصديق والوثوق. واصطلاحا: التصديق بأصول العقائد والاقرار بها والتفاعل الوجداني والسلوكي معها. او يمكن القول: التصديق القلبي اليقيني بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ومن جحد بواحدة منها أو بمتعلقاتها فهو كافر.
تعريف الغيب: فيعني لغة ما لا يُرى، واصطلاحًا، ما لا تدركه حواس الإنسان وعقله. وعلمه من اختصاص الله تعالى وحده، الذي قال: "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" سورة النمل الآية 65.
شروط الايمان
التصديق القلبي: أن يوقن المسلم بأركان الإيمان كلها يقينًا لا شك فيه.
الإقرار باللسان: النطق بالشهادتين وإظهار ما وقر في القلب من إيمان.
العمل بالجوارح: تطبيق الإيمان في السلوك من خلال الطاعات وترك المعاصي.
العقل والبلوغ: لا يصح الإيمان إلا من شخص عاقل بالغ قادر على الفهم.
القبول والتسليم: الإذعان لما جاء في الوحي من غيب دون اعتراض أو إنكار.
الثبات والاستمرارية: الاستمرار على الإيمان والعمل به حتى الممات.
الفرق بين أركان الإيمان وشروط الإيمان
أركان الإيمان هي الأسس الستة التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره. أما شروط الإيمان فهي الضوابط التي تجعل هذا الإيمان صحيحًا ومقبولًا عند الله، مثل التصديق القلبي، الإقرار باللسان، والعمل بالجوارح، والتسليم للوحي. الأركان تمثل مضمون الإيمان، بينما الشروط تمثل كيفية تحققه وثباته في حياة المسلم.
العلاقة بين الايمان والغيب
أقسام الغيب والحكمة منه
ما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه غيره كعلم الساعة - نزول الغيث - علم ما في الارحام - ما تكسب النفس غدا - الارض الذي يقبض فيها الانسان.
علما ان مطلق قدرة الله عز وجل تقتضي إطلاع من ارتضى من رسله على غيبه لقوله سبحانه: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} [سورة الجن، 26-27].
وقد حجب الله تعالى علم الغيب عن خلقه لحكم منها :
- رحمة العباد بحجبهم عن الاطلاع على ما يسوؤهم مستقبلا من المكاره والمصائب.
- ابتلاء الخلق وتمحيصهم للتمييز بين المؤمن والكافر.
- إثبات عجزهم ومحدودية علمهم.
- تحقيق الخضوع والاستسلام لمراد الله تعالى وتفويض الأمر له. الرضا بالقضاء والقدر.
- تحقيق راحة النفس وطأمنينتها ويقينها بأن الله لا يفعل إلا خيرا.
حكم الايمان بالغيب
أثر الايمان بالغيب في التصور والسلوك
- ادراك الانسان لسر وجوده ومعرفته لربه ورسله.
- خشية القلوب واطمئنان النفوس نتيجة الايمان باليوم الاخر وبالقضاء والقدر خيره وشره.
- الايمان بالجزاء والاستعداد لليوم الاخر دون نسيان الحياة الدنيا. قال الله تعالى:( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ).
أزكي نفسي بالايمان
- أزكي نفسي بالإيمان بكل الغيبيات الثابتة بالدليل الصحيح.
- أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره (أركان الإيمان الستة).
- أؤمن بالجنة والنار والميزان والصراط والحساب والبعث.
- أعتقد أن الروح من الغيبيات التي استأثر الله بحقيقتها لقوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (الإسراء : 85 ).
خاتمة
الإيمان بالغيب ليس مجرد فكرة ذهنية، بل هو قوة داخلية توجّه سلوك المسلم وتدفعه للطاعة وتبعده عن المعصية. فالمؤمن حين يوقن بالجنة والنار، والبعث والجزاء، يعيش حياته بوعي ومسؤولية، ويربط كل عمل يقوم به بمصيره في الآخرة. ومن هنا يظهر أثر الإيمان بالغيب في بناء شخصية متوازنة، مطمئنة، تسعى للخير وتبتعد عن الشر.
إرسال تعليق