ملخص و مقالة في درس العالم غداة الحرب العالمية الأولى الثانية باكالوريا
اشتعلت نيران الحرب العالمية الأولى مابين 1914م و1918م بين دول "الوفاق" ودول "المركز"، مما خلف العديد من مظاهر الدمار والخراب وملايين القتلى والمعطوبين. وأرغمت الدول المنهزمة على توقيع معاهدات مجحفة بعد انعقاد مؤتمر السلام، فما هي ظروف انعقاد هذا المؤتمر ؟ وما طبيعة البنود التي تضمنتها المعاهدات المنبثقة عنه ؟، وأين تجلت أهم نتائج الحرب العالمية الأولى ؟
انقسمت أحداث الحرب العالمية الأولى إلى مرحلتين أساسيتين؛ حيث تميزت المرحلة الأولى بانتصارات حلف "المركز" الذي كان يضم كل من الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجربة وبلغاريا. في حين شهدت المرحلة الثانية انقلاب الكفة لصالح حلف "الوفاق" ( بريطانيا ، فرنسا، إيطاليا ... ) بفضل دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى صفهم.
وبعد نهاية الحرب انعقد مؤتمر السلام في قصر فيرساي بباريس من أجل توقيع معاهدات استسلام الدول المنهزمة (دول المركز) وشهد هذا المؤتمر تضاربا في الآراء بين الدول الأربعة الكبار المنتصرة في الحرب، خصوصا بين فرنسا التي كانت ترغب في إضعاف ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت ضبط و تهدئة الأوضاع بين الدول الأوربية. وعلى خلفية هذه الظروف أرغمت الدول المنهزمة على توقيع معاهدات تضمنت بنود قاسية للغاية، فقد وقعت ألمانيا على "معاهدة فرساي" سنة 1919م ونصت على اعتراف الألمان باستقلال النمسا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا، وتنازلهم عن منطقتي الألزاس واللورين لفائدة فرنسا، بالإضافة إلى حرمانهم من مستعمراتهم في ما وراء البحار، كما تم تحميل ألمانيا مسؤولية تعويض دول" الوفاق" عن جميع الخسائر التي لحقت بهم في الحرب، ومنعت من التسلح. أما الإمبراطورية النمساوية المجرية فقد وقعت بدورها على "معاهدتي سان جرمان وتریانون "خلال سنتي 1919 و1920م اللتان تضمنتا عدة بنود تشمل فصل النمسا عن هنغاريا والإعتراف باستقلال القوميات السلافية، وتتمحور كذلك حول تخفيض حجم القوات العسكرية واقتطاع أجزاء ترابية لصالح الدول المنتصرة، ثم وقعت بلغاريا على "معاهدة نويي" سنة 1919م ونصت على التقليص من أعداد الجنود واقتطاع مناطق ترابية، وتم توقيع معاهدتي "مودروس(1918) وسيفر (1920م)" مع الإمبراطورية العثمانية بهدف حرمانها من ممتلكاتها في المشرق العربي وأوربا الشرقية، وإلزامها ببنود أخرى منقوصة السيادة.
هذا وقد خلفت الحرب العالمية الأولى نتائج عديدة ومتنوعة؛ إذ تم تأسيس عصبة الأمم سنة 1920م بهدف توفير ضمانات متبادلة حول الإستقلال السياسي والوحدة الترابية سواء بالنسبة للدول الصغيرة أو الكبير وضمان السلم العالمي، كما رصدت لها مجموعة من الأجهزة والمؤسسات مثل الأمانة العامة والمحكمة الدولية الدائمة . و تسببت الحرب كذلك في اختفاء الإمبراطوريات من الخريطة السياسية كالإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية، واتسعت مساحات الدول المنتصرة على حساب الدول المنهزمة، بالإضافة إلى ميلاد دول جديدة من قبيل دول البلطيق. وفي ما يخص الجانب الإقتصادي فقد تراجعت المكانة الاقتصادية للدول الأوربية بسبب الدمار الذي لحق بأغلب بنياتها التحتية والإنتاجية ومنشأتها الصناعية، فاستفادت من ذلك دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية؛ بحيث حقق اقتصادها نسب نمو مرتفعة فأصبح يتصدر اقتصادات العالم، كما تركت الحرب وراءها ملايين القتلى والجرحى والمعطوبين.... وأمام هذه المخلفات تضررت شعوب وأنظمة الدول الأوربية الرأسمالية التي شاركت في الحرب، مما ولد فيها موجات من الاضطرابات والأزمات السياسية والسوسيواقتصادية.
وموازاة مع هذه الأحداث التي أزمت أوضاع العالم الرأسمالي بأوربا ومهدت لصعود الأنظمة الديكتاتورية إلى الحكم، فقد اندلعت الثورة البلشفية بروسيا القبرصية واسست النظام الاشتراكي للإتحاد السوفياتي.
المصدر: الداعم في التاريخ والجغرافيا للاستاذ عبد الخالق الخلطي
0 تعليقات