تحضير نص حياة هي غايات المنى النجاح في اللغة العربية الصفحة 130
المستوى : الأولى بكالوريا اداب وعلوم انسانية
كتاب النجاح في اللغة العربية الصفحة 130
مكون النصوص نص حياة هي غايات المنى
المجزوءة الثانية : محور الشعر العربي والتحولات الثقافية والفنية
تقديم : العصر الموحدي
إن اهتمام الخلفاء الموحدين فى المغرب بأمور الدين و العقيدة، و تشجيعهم للأدب و تذوقه، مكن الأدب المغربي في عهدهم من الازدهار في كل ألوانه. كما كان لاهتمام المغاربة بالفلسفة و التصوف، دور كبير في التجديد الذي عرفه الشعر المغربي، خاصة في تنوع المواضيع والإبداع في الأساليب والمعاني و زخرفة اللفظ وتوظيف الحجاج والفلسفة شعرا و نثرا.
و من شعراء التصوف في العهد الموحدي عثمان السلالجي الفاسي، وعثمان بن منغقاد السجلماسي، و أبو الحسن علي المسفر السبتي الذي سندرس له هذه القصيدة التي بين أيدينا.
ملاحظة النص
العنوان
«حياة هي غايات المنى»: تركيب إسنادي، المبتدأ «حياة»، و الخبر «غايات» جاء مسبوقا بضمير الفصل «هذه»، الذي يفيد التوكيد، و جاء مضافا إلى «المنى». و دلاليا يشير إلى وجود حياة متميزة هي أمنية كل إنسان حي.
مطلع القصيدة : توجيه الشاعر خطابا لإخوانه الذين يظنونه ميتا.
البيت الأخير: دعوة الشاعر إخوانه لرحمة أنفسهم و الاستعداد للحاق به.
انطلاقا من العنوان و مطلع القصيدة و نهايتها، يبدو أننا بصدد قصيدة من شعر التصوف يبسط فيها الشاعر فلسفته في الحيـاة.
تأطير نص حياة هي غايات المنى
نمط النص و مجاله
قصيدة من الشعر العمودي ذات نظام الشطرين، تندرج ضمن شعر التصوف المعبر عن التحول الثقافي و الفني بالمغرب في العهد الموحدي.
مصدر النص
النص مقتطف من " أبو الحسن علي المسفر السبتي "، مجلة التربية الوطنية، الرباط، 1960، من الصفحة 21 و 22، بتصرف.
صاحب النص
هو الشيخ الحكيم أبو الحسن بن خليل المسفر السبتي، عرف بلقب المسفر الذي يعني أنه من أهل صناعة تسفير الكتب.
وهو الشاعر الفيلسوف المتصوف، من القائلين بوحدة الوجود. من أهل سبتة، رآه فيها محيي الدين ابن عربي قبل سنة 598 هـ، له تصانيف، منها "منهاج العابدين" و كتاب "النفخ والتسوية"
بناء فرضية النص
انطلاقا من دراسة المؤشرات الخارجية، نفترض أن الشاعر سيدعو إخوانه إلى الطريقة الصوفية التي تمكنهم من كشف حقيقة الموت .
فهم نص حياة هي غايات المنى
الشرح اللغوي
- الكفن: ما يلف به الميت.
ـ عاكف: متفرغ للعبادة.
- رضوا: كسروا.
- ونى: ضعف.
المضمون العام
بيان الشاعر لاخوانه تصوره للحياة و الموت، انطلاقا من فكرة التصوف التي تهدف إلى التخلص من ماديات الجسد و الحياة.
الوحدات الدلالية
الوحدة الأولى ( 1- 7): بيان الشاعر حقيقة الموت المزعومة المتجلية في انفصال النفس عن الجسد و سموها في الاعالي.
الوحدة الثانية ( 8 - 12 ) : إفصاح الشاعر عن السعادة التي يعيشها في العالم العلوي بعع تحقق انكشاف الحجاب المادي.
الوحدة الثالثة ( 13 - 18 ): دعوة الشاعر إخوانه إلى التخلص من عبء الأجساد و الماديات و عيش حياة الفكر و السمو.
الوحدة الرابعة ( 18 - 22 ): تأكيد الشاعر على حتمية التحاق الإخوان به، نظرا لوحدة الارتباط والمصير.
الحقول الدلالية
الحقل الدال علي الحياة: الحاضر، هاهنا، جسدي، تراب، قفصي، سجني، قبل اليوم...
الحقل الدال على الموت: ميت، بكوني، حزنا، الفناء، هجمة الموت، نقلة، تبصروا الحق، هي غايات المنى...
العلاقة بين الحقلين هي علاقة تنافر و تضاد، مع ملاحظة هيمنة المجال الدال على الموت، و ذلك راجع لكون الشاعر انطلاقا من منظوره الفلسفي يرى أن حياة الموت هي الحياة الحقيقة الأسمى.
الصور البلاغية
- التشبيه :(أنا در...)، (أنا كنز...)، (أنا عصفور...)...
- الكنايـة : ـ خلعت الكفن... - كناية عن (كشف الحجاب).
- اخلعوا الأجساد عن أنفسكم... - كناية عن (التخلص من الماديات).
إكثار الشاعر من الصور الشعرية دليل على ركوبه موجة التجديد التي عرفها الشعر المغربي في العهد الموحدي، خاصة على مستوى التشبيه و الكناية و الاستعارة...
البنية الإيقاعية
الايقاع الخارجي
- نظم القصيدة على وزن بحر الرمل.
ـ اعتماد روي موحد: النون المفتوحة المشبعة.
ـ وحدة القافية المطلقة: رَثَوْ( نِيْ حزناْ) : ( /ه///ه)
الإيقاع الداخلي:
- تكرار بعض الحروف : ( النون ، الميم، اللام...)
ـ تكرار بعض الكلمات: ( المَيْت، سجن، أنا، الموت...)
ـ اعتماد الموازنة: فمتى ما كان خيرا فلنا و متى ما كان شرا فبنا
يلاحظ أن هذه البنية الايقاعية مكنت الشاعر من التعبير عن أفكاره و مشاعره الصوفية بطريقة تتجاوب و أحاسيسه الداخلية.
البنية الحجاجية
ما دام أن الشاعر يناقش قضية فكرية فلسفية، فقد اعتمد البنية الحجاجية التالية:
ـ طرح القضية: عبر التساؤل التالي: هل هو ميت حقا؟
ـ طرح النقيض: تأكيد بقائه حيا انطلاقا من تعريفات متعددة (أنا...)
ـ المناقشة و الحجاج: الدعوة إلى الالتحاق به، و طريقة تفكيره.
ـ الاستنتاج: التأكيد على التحاق الإخوان به و السير على أثره.
قيمة النص ومقصديته
قيمة فكرية : تتجلى في الطريقة الفلسفية الصوفية التي كانت منتشرة في العهد الموحدي.
قيمة فنية: تتمثل في كون القصيدة نموذجا للتجديد في الشعر المغربي الموحدي على مستوى المضمون و الشكل.
تركيب النص
في هذه القصيدة العمودية تناول الشاعر المغربي أبو الحسن المسفر السبتي موقف الطريقة الفلسفية الصوفية التي انتشرت في العهد الموحدي، و التي تتلخص في ضرورة التجرد من الماديات لبلوغ الحقيقة بعد انكشاف الحجاب و السمو إلى الأعالي، داعيا إخوانه إلى اتباعه، محاولا إقناعهم بأسلوب حجاجي منتظم، مؤكدا حتمية اللحاق به مستقبلا، نظرا لوحدة العنصر و تكامل الأنفس.
و قد وظف حقل الحياة وحقل الموت، متوسلا بضمير المتكلم والمخاطب، ممتطيا مركب بحر الرمل، موظفا الصور الشعرية: التشبيه و الكناية معتمدا بنية إيقاعية زادت من جمال القصيدة و قربت مفاهيم الطريقة الصوفية إلى نفس المتلقي.
المصدر Sorry Teacher عفوا أستاذي
إرسال تعليق