ملخص مجزوءة ما الإنسان أولى باك – المفهوم الأول: الوعي واللاوعي

الكاتب: Mohammed Salmiتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق
نبذة عن المقال: مجزوءة ما الإنسان أولى باك، مع شرح شامل للمفهوم الأول: الوعي واللاوعي، ودراسة العلاقة بين الإنسان والمعرفة والذات والمجتمع. مناسب للتحميل PDF.


تحضير درس ما الإنسان الفلسفة أولى باك

المجزوءة الأولى: ما الإنسان؟

تقديم مجزوءة الإنسان

عندما ظهرت الفلسفة في القرن 6 قبل الميلاد في بلاد اليونان اهتمت بدايةً بموضوع الطبيعة محاولة الإجابة عن سؤال: ما هو أصل الكون؟ حيث قدمت مجموعة من الأجوبة المنطقية / العلمية عن أصل ونشأة الكون. لكن التفكير الفلسفي سيعرف تحولا جذريا يخص موضوع البحث الفلسفي، إذ وبفضل الدعوة السقراطية: "أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك" تم وضع الإنسان في قلب التفكير الفلسفي، منتقلين من البحث عن جواب السؤال: ما أصل الكون؟ إلى البحث عن جواب لسؤال: ما الإنسان؟ هذا التحول دفع المؤرخ شيشرون إلى القول: "سقراط هو من أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض".

في هذا السياق بذلت مجموعة من الأعمال والمجهودات من أجل تقديم جواب عن سؤال: ما الإنسان؟ فمنهم من عرفه بأنه حيوان ناطق، ومنهم من عرفه بأنه حيوان رامز، ومنهم من عرفه بأنه حيوان ميتافيزيقي. 

إن الإنسان بهذا المعنى يبدو الكائن الاكثر تطورا من بين الكائنات الأخرى، فهو ليس ثابتا وقارا، بل هو كائن معقد ومركب، وهو الأمر الذي يجعل أمر دراسته صعبا. فالتعريفات السابقة لم تقدم لنا جوابا نهائيا عن سؤال ما الإنسان؟ بقدر ما جعلته معقدا وغامضا. إلا أننا سنحاول التطرق إلى بعض المفاهيم في هذه المجزوءة لعلها تسعفنا ولو قليلا في تقريب معرفتنا عنه، وهذه المفاهيم هي: الوعي واللاوعي / الرغبة / اللغة / المجتمع.

تعرف على تعريف المجزوءة الأولى "ما الإنسان؟" أولى باك مع شرح المفهوم الأول: الوعي واللاوعي، وتوضيح العلاقة بين الفرد والمجتمع، وشرح مفصل للنظريات الفلسفية حول الإنسان.


المجزوءة الأولى: ما الإنسان؟ المفهوم الأول: الوعي واللاوعي

تقديم عام للمفهوم

لفلسفة الوعي مكانة مهمة في تاريخ الفلسفة، إذ يمكن القول بأن هذه الفلسفة تبلورت من سقراط حينما قال: "أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك". هذا يعني أن الإنسان قادر على إدراك أفعاله وأفكاره وتصرفاته، لأن الوعي هو الخاصية المميزة للإنسان وبه يختلف عن باقي الأشياء والكائنات الأخرى. كما يعرف الوعي أيضا بأنه تلك المعرفة التي تكون مصاحبة لأفكار وأفعال وسلوكات الإنسان.

لكن على الرغم من تميز الإنسان بالوعي، فإنه يتميز بخاصية أخرى هي اللاوعي. فالأول لا يمثل الا غطاء خارجيا للذات، بينما الثاني يمثل الجزء الأكبر والعميق لها. فما هو إذن؟ وما هي دلالاته؟ وما طبيعة العلاقة بين الوعي واللاوعي؟ ومن منهما يمثل الأساس العام للحياة النفسية؟ وهل يقدم لنا الوعي دائما صورة حقيقية عن ذواتنا وعن الواقع؟


المحور الأول: الإدراك الحسي والشعور

الإطار الإشكالي للمحور

استطاع الإنسان بفضل امتلاكه لملكة العقل أن يصنع الأدوات ويحول الطبيعة والموجودات المحيطة به إلى أشياء تسد وتلبي رغباته، هذا الأمر ان دل على شيئ دل على  أن الإنسان يعي ذاته ويتفاعل مع العالم الخارجي المحيط به. فما هو الوعي إذن؟ وما هو الأساس الذي يقوم عليه؟ وهل ينبني الوعي على الإدراك الحسي أم على الشعور أم هما معا؟


1. موقف برتراند راسل

يرتبط الجزء الأساسي من الوعي حسب برتراند راسل بمدى إدراكنا للوجود الذاتي، وتتم هذه العملية بواسطة الاستبطان. يدل هذا على أن الاستبطان منهج يسمح بالولوج إلى العالم الداخلي للإنسان وفهم علاقة الذات الواعية بمحيطها الخارجي. وبهذا لا يتعلق الأمر بشيء من بين أشياء العالم، بل بذات لها طبيعتها الخاصة. ومن ثمة فالشرط الأساسي لقيام الوعي وكل معرفة حسب راسل هو إدراك الوجود الذاتي للإنسان عن طريق الاستبطان، لأن الوعي ميزة خاصة بالإنسان، وليس مجرد رد فعل اتجاه العالم الخارجي أو مجرد إدراك حسي له.


2. موقف روني ديكارت

يرى ديكارت أن الوجود مرتبط بالذات المفكرة بمعنى أنه إذا انقطع الإنسان عن التفكير سوف ينقطع عن الوجود بتاتا. ومن خلال النسق الديكارتي نستنتج أن جوهر الإنسان هو التفكير. هذا الأخير لا ينفصل عن الذات المفكرة حيث يشير ديكارت إلى أن معرفة النفس أو الأنا المفكرة مستقلة تماما عن الحواس بل إنها أشد يقينا من المعرفة الحسية. فالتفكير وحده يقود الأنا إلى الوعي بوجودها، وذلك انطلاقا من الشك، فلقد ذهب ديكارت بالشك إلى مداه الأقصى ليعثر على يقين واحد وهو فعل الشك نفسه و الذي يصبح الدليل الوحيد على وجود الفكر ومنه الكائن المفكر.


المحور الثاني: مظاهر اللاوعي

الإطار الإشكالي للمحور

ظهرت فرضية اللاشعور في القرن 20م على يد الطبيب النمساوي سيغموند فرويد، على خلاف نظرية الشعور التي سادت منذ سقراط إلى حدود فرويد، الذي قلب فهمنا عن الإنسان من اعتباره كائنا واعيا يتحكم في أفعاله وسلوكاته وقراراته، إلى كائن خاضع لإكراهات وحتميات لاشعورية.

فاللاشعور هو ما يعبر عن مجمل المشاعر والميول والعوامل النفسية الكامنة في باطن الذات، والتي لا تعيها اي لا يدركها الوعي. من هنا أصبح يُنظر إلى المكون اللاواعي بوصفه المحرك الفعلي لسلوكات الإنسان وأفكاره ومعتقداته وأوهامه أيضا، في حين صار الوعي مجرد غطاء او لحاء او شاشة خارجية للذات. فكيف يتداخل عمل الوعي واللاوعي في تشكيل وتحديد هوية الذات وفهم دلالات أفعالها؟


1. موقف سيغموند فرويد

انطلاقا من نظريته في التحليل النفسي يرى فرويد أن اللاشعور هو الأساس الحقيقي للحياة النفسية ومن تم فهو يدعو إلى عدم المبالغة في تقدير أهمية الشعور الذي لن يعدو عن كونه جزءا ضيقا من اللاشعور. وحتى يؤكد فرويد الوجود النفسي اللاشعوري، فهو يعتبر الحلم علامة على تلك الاندفاعات الغريزية ذات الطابع الجنسي وعلى كل الأفكار أو الأشياء التي يكبتها الإنسان لعدم تلاؤمها مع مبدأ الواقع. وبهذا يصبح الحلم طريقا ملكيا إلى اللاشعور، يسمح بتحقق رمزي تخييلي لبعض مكونات هذا الجانب، طالما أن الشعور لا يسمح بتحققها مباشرة.


2. موقف غوستاف لوبون

يعد غوستاف لوبون من الفلاسفة المدافعين عن نظرية اللاشعور، إذ يعتبر اللاشعور مهيمنا على الحياة النفسية أكثر من الشعور. ويتخذ اللاشعور عنده طابعا جماعيا من خلال ارتباطه بروح العرق؛ أي بماضي الجماعة الثقافي والفكري الذي يتوارث جيل عن جيل ويتحكم في الأفراد بشكل لاواعي، ويتمظهر في سلوكاتهم وطقوسهم الاجتماعية.


المحور الثالث: الإيديولوجيا والوهم

الإطار الإشكالي للمحور

يتمثل الناس أحيانا ويتصورون علاقاتهم بذواتهم وبالأخرين بشكل لا يتناسب مع الواقع الذي يعيشون فيه، إذ أنهم يتمثلونه بطريقة مزيفة ومشوهة. هذا التمثل راجع إلى آلية فكرية تسمى بالإيديولوجيا. فما المقصود بالإيديولوجيا؟ وهل تنتمي إلى منطقة الوعي أم منطقة اللاوعي؟ وهل يعكس وعينا بالضرورة حقيقة ذواتنا وحقيقة العالم من حولنا؟ ألا تنتج المنظومة الفكرية والثقافية السائدة في مجتمعاتنا أوضاعا تبريرية؟


1- موقف كارل ماركس

يرى ماركس أن هناك علاقة وطيدة بين الوعي كأفكار وتمثلات وإيديولوجية من جهة، والحياة المادية الاجتماعية من جهة أخرى. ويذهب إلى أن الحياة المادية هي التي تحدد الوعي وليس العكس. غير أن الإيديولوجية في نظره تقلب الواقع ولا تقدم صورة حقيقية عنه.


2- موقف بول ريكور

يرى بول ريكور أن الإيديولوجيا تمارس وظائفها من خلال ثلاث آليات وهي:

أ- تشويه الواقع حيث تعمل الإيديولوجيا على إنتاج صورة معكوسة عن الواقع.

ب- تبرير الأوضاع القائمة حيث تعمل الطبقة المسيطرة على إعطاء مبررات لأفكارها، وإضفاء المشروعية على مخططاتها ومشاريعها.

ج- إدماج الأفراد في هوية الجماعة: حيث يتم الاحتفال بالأحداث المؤسسة لهذه الهوية ومحاولة ترسيخها لدى الأفراد، وتكوين بنية رمزية للذاكرة الجماعية.

وقد اعتبر بول ريكور أن وظيفة الإدماج هي آلية أعمق وأشمل من الوظائف الاخرى؛ لان وظيفة الادماج تتضمن في طيّاتها وظيفة التبرير؛ ذلك أنه لكي تدمج الأفراد في إيديولوجيا معينة عملية إدماجهم، أما إنتاج الوهم فهو ناتج عن فساد يصيب عملية التبرير، أي أن التبرير حينما لا يكون معقولا يلتجأ إلى الأوهام والأساطير التي تقدم لنا صورة معكوسة عن الواقع الحقيقي.


قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

3332087102290997945

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث