مكون النصوص : قصيدة ذريني ونفسي
الأولى بكالوريا - اداب وعلوم انسانية
المجزوءة الاولى : محور الشعر العربي القديم والتعبير عن الذات
تقديم
الشعر العربي
الشعر العربي هو الفن قديم. ويعرف بأنه كلام مقفى وموزون له معنى، وقد كان قبل الإسلام يسمى ديوان العرب .و سجلهم التاريخي والاجتماعي والملحمي. وكانت العرب تقيم الأفراح، إن برز من أبنائها شاعر مبدع. الشعر عند العرب قديما كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى والأشعار العربية القديمة تطرقت قصائدها إلى مواضع وأغراض شتى، مما كان يربط الناس بعضهم بعضا، أو بالطبيعة، فتناول الشاعر الجاهلي بقرضه الغزل و المدح والفخر، والشجاعة، والرثاء والهجاء. فكان بحق صورة لواقعه، ينطق في كل ما يثير إعجابه أو حزنه، أو حماسته.
ملاحظة النص
ملاحظة العنوان
«ذريني و نفسي»: العنوان عبارة عن جملة فعلية، تتكون من فعل أمر و فاعل «ضمير مستتر »، و مفعول به « ياء المتكلم »، و «واو المعية»، ومفعول معه « نفسي».
و ودلاليا يوحي العنوان بوجود مخاطبين اثنين يطلب المتكلم من الآخر تركه ليتدبر شؤونه بنفسه.
مطلع القصيدة:
طلب الشاعر من زوجته بنت المنذر بالكف عن لومه.
البيت الأخير:
بيان الشاعر اقتناعه بحياة الصعلكة و ما تجلبه من نتائج.
انطلاقا من العنوان و مطلع القصيدة و نهايتها، يبدو أننا بصدد قصيدة من الشعر الجاهلي يعبر فيها الشاعر عن معاناته الذاتية.
تأطير النص
نمط النص و مجاله:
قصيدة من الشعر العمودي تندرج ضمن الشعر الجاهلي المعبر عن ذات الشاعر.
مصدر النص
النص مقتطف من كتاب «الأصمعيات»، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1967 ، ص : 43 - 45.
و «الأصمعيات»، هي إحدى مجاميع الشعر العربي، وهي اختيارات الإمام الأصمعي وتضم( 72) قصيدة ل (21) شاعرا. وشعراء هذه المجموعة كشعراء « المفضليات»، جلهم من الشعراء الجاهليين.
صاحب النص
هو عمرو بن الورد من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها، وهو معدود من صعاليكها. كان يدعى (عروة الصعاليك) لجمعهم والقيام بأمرهم.
نشأ عروة في مجتمع يعرف تناقضات اجتماعية دفعته إلى اتخاذ مواقف آمن بها ودافع عليها وسعى إلى تنفيذها فاجتمع حوله طوائف من الصعاليك. له ديوان شعر شرحه ابن السكيت.
بناء فرضية النص
انطلاقا من دراسة المؤشرات الخارجية، نفترض أن الشاعر سيفصح عن طموحاته الذاتية و مواقفه الشخصية من الحياة.
فهم النص
الشرح اللغوي:
صُبَر : قبر.
ضبُوء: لصُوق بالأرض.
الصرماء: قليلة اللبن.
العريش: خيمة من جريد أو خشب.
المضمون العام
طموح الشاعر تحقيق البطولة والغنى بالخروج عن ضوابط القبيلة، وتبني الصعلكة كأسلوب للعيش الكريم.
الوحدات الدلالية
الوحدة الأولى (7-1): إقدام الشاعر على الإغارة ودعوة زوجته إلى تجنب اللوم حتى يحقق بطولاته وغناه.
الوحدة الثانية (11-8): خوف الزوجة على الشاعر وتحذيره من حياة المغامرة و التهور.
الوحدة الثالثة (17-12): دعوة الشاعر زوجته إلى الصبر مستبعدا عنه صفات الصعلوك الخامل.
الوحدة الرابعة (21-18): تعداد الشاعر الصفات الحميدة للصعلوك العامل التي يتبناها و يتخذها نبراس حياته.
تحليل النص
طرفا الحوار و موقفهما من الصعلكة:
موقف الزوجة أم حسان : لك الويلات، فاحذر، أراك على أقتاد صرماء، مخوف رداها فجوع بها...
موقف الزوج عروة بن الورد : ذريني و نفسي، أحاديث تبقى الفتي غير خالد، أطوف فى البلاد، فاز سهمي، أغنيك ...
العلاقة بين الموقفين هي علاقة تضاد و تنافر، تبرز تخوف الزوجة و استسلامها للأمر الواقع، و رفض الزوج لأعراف القبيلة و عزمه مواصلة الإغارة من أجل تحسين ظروف عيشه.
مواصفات الصعلوك:
صفات الصعلوك العامل : الاكتفاء بخسيس الطعام، طلب الرزق من السؤال، دنىء النفس، ساقط الهمة، حقير...
صفات الصعلوك الخامل : العزة، الكرامة، التفوق على الأعداء، الشجاعة، رفض الواقع المرير، السعي للمجد..
العلاقة بين هذه الحقلين هي علاقة تضاد و تنافر، تبرز مذلة الصعلوك المتخاذل الذي يقبل العيش على هامش القبيلة راضيا بوضعه المهين، وعزة الصعلوك العامل الثائر على القبيلة و الطموح إلى العيش الكريم.
الأساليب البلاغية (التشبيه)
| البيت | المشبه | المشبه به | أداة التشبيه | وجه الشبه | نوع التشبيه |
| 15 | هو | العريش | الكاف | غير مذكور | مرسل ومؤكد |
| 17 | الضمير | البعير | الكاف | غير مؤكد | مرسل ومؤكد |
| 18 | صعلوك | ضوء | الكاف | غير مذكور | مرسل ومؤكد |
ظف الشاعر التشبيه بطريقة إبداعية حيث قارن بين الصعلوك الخامل والصعلوك العامل، مفضلا هذا الأخير الذي يمثله و يدافع عنه.
البنية الايقاعية
الإيقاع الخارجي:
ـ نظم الشاعر القصيدة على بحر الطويل.
ـ اعتماد الشاعر على روي الراء المكسورة المشبعة.
ـ وحدة القافية: (فَسْهَرِي ـ مُشْتَرِيْ - صُبْبَرِيْ ...).
- التصريع في مطلع القصيدة (مُنْذِرِي ـ فَسْهَرِيْ).
الإيقاع الداخلي:
ـ توظيف التكرار لبعض الحروف (اللام ، السين ، التاء ...) و بعض الكلمات (ذريني، فاز، صعلوك...)
هذه البنية الإيقاعية مكنت الشاعر من التعبير عما يختلج في نفسه من أحاسيس تترجم الانكسارات الذاتية التي عمقتها أنظمة القبيلة الجائرة.
قيمة النص ومقصديته
قيمة فنية أدبية : تتمثل في كون القصيدة نموذجا للشعر الجاهلي في التعبير عن الذات.
قيمة إنسانية : تتجلى في تصوير بعض السلوكات السلبية الظالمة للنظام التي كانت سببا في ظهور الصعلة و التحرر من القبيلة.
تركيب لنص ذريني ونفسي
في هذه القصيدة العمودية، التي تندرج ضمن نمط الشعر الجاهلي المعبر عن الذاتية، و نموذجا لشعر الصعاليك و مذهبهم في الحياة و موقفهم من القبيلة، متخذين من الشاعر عروة بن الورد قدوة لهم، و الذي لا يخفي في هذه القصيدة تبنيه الإغارة و النهب من أجل الأهل و الضعفاء، غير آبه بتحذير زوجته، مصنفا الصعاليك في حقلين دلاليين متناقضين للصعلوك الخامل و الصعلوك العامل، و ذلك لإقناع زوجته بأحقية اختياره و ثورته على النظام القبلي.
و يلاحظ أن الشاعر اعتمد نظام الشطرين، و العديد من الصور البلاغية خاصة التشبيه و الاستعارة، مركزا على الأساليب الخبرية، و اعتماد بنية ايقاعية زادت من روعة القصيدة.
كتاب النجاح في اللغة العربية الصفحة 11.
المصدر: قناة Sorry Teacher عفوا أستاذي
إرسال تعليق